ما جدية تهديدات اردوغان رئيس الاحتلال التركي ضد مناطق شمال وشرق سوريا و جنوب كردستان و هل يستطيع تنفيذ أهدافه ،لا شك بأن عمليات الاحتلال التركي الماضية كانت ناتجة عن ضوء أخضر روسي مع مراوغات أمريكية، حين احتلت تركيا عفرين تم المقايضة على إنهاء وجود المرتزقة في الجنوب والوسط السوري وبذلك تم القضاء على الخطر الذي كان يهدد القصر الجمهوري في دمشق، وفي احتلال “كري سبي و”سري كانيه و على رغم بأنه في تلك المرحلة لم يحصل اردوغان على موافقة أي من الطرفين الأمريكي و الروسي ولكنه استغل علاقاته الشخصية مع “ترامب وبوتين وهاجم دون ان يلاقي الرفض من الطرفين.
في أيام الماضية تعالت تهديدات اردوغان من جديد كما كل مرة و ادعائه بوجود تحضيرات لمهاجمة جبال كردستان (جنوب كردستان) و مناطق شمال وشرق سوريا ولكن الظروف الحالية مختلفة لا اردوغان هو اردوغان ما قبل 2020 ولا روسيا وامريكا وإيران هم حلفاء وشركاء اردوغان كما السابق،و ايضاً كل المعطيات تدل على ان الحكومة الاحتلال التركي لن تستطيع القيام بحملة عسكرية كبيرة كما تدعي وتتحضر له في جنوب كردستان، هناك عوائق عديدة أولها الحكومة العراقية التي تدرك مدى خطورة توسيع رقعة الاحتلال التركي.
كما أن “إيران الدولة ذات التأثير و نفوذ الأكبر في العراق تعارض بكل سبل أي عملية تركية جديدة في العراق، بل ليس ذلك فقط و حسب بعض التسريبات من طهران هناك ضغط على الحزب الديمقراطي الكردستاني لعدم الانجرار وراء المخطط الاحتلال التركي الذي يهدف الى تقليص صلاحيات الاقليم وتحويله الى حكومة تتحرك حسب المصالح التركية كما يفعل مرتزقة الائتلاف السوري ما تسمى حكومتها المؤقتة في مناطق المحتلة في شمال السوري.
يبدو ان الحزب الديمقراطية شعر أخيراً بخطورة المخطط الاحتلال التركي لهذا كانت زيارة نيجرفان برزاني رئيس اقليم كردستان العراق الى طهران واستقباله من قبل المرشد الخامنئي، وهو ما أعطى انطباعاً لكل قوى المنطقة بأن بدء أية عدوان تركي جديد لن يكون مرحب به من قبل كل الاطراف العراقية عرباً وكرداً ما عدا القلة القلية من القوى السنية والكردية والتي ليس لها اي تأثير على الساحة العراقية.
ولهذا تحاول تركيا القيام بعمليات محدودة تشبه حرب العصابات وفشلت في كل محاولاتها حتى الآن ، أن كان في جبال كردستان (متينا او زاب ، خاخورك..) بعبارة اخرى واضحة لن يستطيع الاحتلال التركي القيام باي عدوان بري موسع دون مساندة القوى الكردية الحاكمة في جنوب كردستان، ولهذا ستبقى التهديدات الاحتلال التركي مستمرة وتقوم ببعض الهجمات هناك وهناك دون اجتياح بري كبير لكي لاتعرض علاقاتها الاقليمية والدولية للخطر لان جميع الدول النافذة في المنطقة تنظر بشك للحكومة التركية بعد ان فقدت مصداقيتها في كافة المجالات.