قالت وزارة الدفاع الروسية إن القتال لا يزال مستمراً منذ أيام في منطقة “كورسك داخل الأراضي الروسية ، وأكدت الوزارة أيضاً أن قوات كييف وصلت إلى بلدة “سودجا الروسية، الواقعة على بعد حوالي عشرة كيلومترات من الحدود، وتعد منطقة سودجا موطناً لنقطة عبور للغاز الذي لا يزال يزود أوروبا عبر أوكرانيا.
وحسب مصادر مستقلة ،الوضع في منطقة كورسك الروسية صعب وحرج للغاية بالنسبة لموسكو، لأن القوات الاوكرانية دخلت منطقة بعمق يصل في بعض الاماكن الى عشرين كلم وقيل ان روسيا استدعت قوات عسكرية من جبهات اخرى وقوات شيشانية رديفة وارسلت طائرات حديثة من طراز سو -34 الى المنطقة و أجتمع الرئيس فلاديمير بوتين للمرة الثانية مع مجلس الأمن الروسي، ان هذا الاختراق الاوكراني المفاجيء يعد أول اختراق بري للأراضي الروسية ما بعد الحرب العالمية الثانية ،ويشكل متنفساً لكييــف التي خسرت منذ “ابريل الماضي ٧٥٠ كلم٢ ، وازداد الضغط أخيراً على مدينة خاركيف وأجزاء دونيتسك الخاضعة لأوكرانيا.
و ازاء مأزق حرب الاستنزاف الدامية وتآكل الدعم الدولي لأوكرانيا ، اتى هجوم كورسك بمثابة رسالة للمانحين الغربيين كي لا يتخلوا عن مجهودهم العسكري ، و رسالة إلى الكرملين لتخفيف اندفاعه ربما كان من قبيل الصدفة أن يحصل هجوم كورسك بالتزامن مع وصول مقاتلات F- 16 إلى أوكرانيا .
و حسب شبكة سي إن بي سي العالمية بأن وزير الدفاع الروسي بيلوسوف حاول خلال اليومين الماضيين ثلاث مرات الاتصال بوزير الدفاع الأمريكي أوستن، لكن الأخير لم يرد على الهاتف، ما يؤكد خطورة ما يجري في “كورسك على الاستقرار العالمي ،ربما غاية “زيلنسكي وداعموه أن بوتين سيخضع في هذه الحالة ويقايضهم أراض في أوكرانيا مقابل استعادة كورسك.
ولكن من مرجح أن هذا التطور العسكري يسفر عن فتح ملف الأسلحة النووية و تحديداً إذا تقدموا الأوكران باتجاه محطة كورسك النووية، أي عليهم الانسحاب أو تلقي ضربات نووية تكتيكية في جبهات شرق أوكرانيا،وعلى مايبدو أيضا أن الأمريكان قرروا عدم الالحاح بانسحاب الاوكران من كورسك، حيث اقتنعوا أن هذا سيساهم في الضغط على روسيا للتفاوض قبل الانتخابات الامريكية، وبكل الأحول ننتظر ما سيسفر عنه على الهجوم الأوكراني وهل هو فعلا محاولة غربية لكسر بوتين حقا؟ أم كما سابقاتها، مجرد طعنات مؤذية غير قاتلة…؟