تحطمت مروحية الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، يوم الأحد “19 مايو الجاري ،وبعد حوالي 17 ساعة تم الإعلان عن مقتله ومرافقيه، بمن فيهم وزير الخارجية، حسين أمير عبد اللهيان، مما طرح الكثير من التساؤلات لدى الرأي العام أهمها من يقف وراء هذه الحادثة و ماذا سيحدث بعد وفاة رئيسي؟
وفي النظر في معطيات السياسية في المنطقة و داخل إيران، ستظهر ثلاثة احتمالات لسقوط المروحية، الأولى و كما يتم الحديث في الإعلام الايراني لظروف الجوية السيئة ولكن دون تقديم أي دلائل بعد، لأن تحقيقات الحادثة في بدايتها و إحتمال الثاني هو عملية “تصفية داخلية” من قبل أطراف الحاكمة في الدولة و إحتمال الأخير هو أيادي خارجية أي أمريكا وإسرائيل في ظل تصاعد الصراع في شرق الاوسط.
و ما يرجح بأنها تكون عملية تصفية داخلية لعدد من أسباب ، فالأحداث التاريخية في إيران تؤكد أن من هم في السلطة يزيحون منافسيهم إذا لزم الأمر، وبحسب رأي البعض الخبراء فإن كلاً من رئيسي ومجتبى خامنئي (نجل المرشد الإيراني) كانا آخر المرشحين الرئيسيين لخلافة المرشد علي خامنئي، وبالتالي فإن وفاته تغذي النظريات حول إمكانية التخلص منه، وبالنظر إلى تاريخ النظام الإيراني في إزاحة المنافسين، سيكون من الصعب على الحكام إنكار هذه الفرضية.
حيث أن في تاريخ إيران الحديث ، لم يكن إبراهيم رئيسي الشخص الأول الذي لم يكمل ولايته الأولى كرئيس، فقبله لم يكمل أبو الحسن بني صدر الولاية الأولى للرئاسة بسبب الإقالة والهزيمة على يد الفصيل المنافس (22 يونيو 1981)، ومحمد علي رجائي الذي قتل في تفجير نسب إلى منظمة مجاهدي خلق (30 اغسطس 1981) وتعتبر خسارة ثلاثة رؤساء خلال 45 عاماً رقماً مرتفعاً مقارنة بالعديد من الدول، وهو مؤشر على عدم الاستقرار المزمن، خاصة بالنظر إلى طريقة مواجهته وعواقبه.
و في تحليل مجربات رحلة الرئيس الإيراني ما قبل الحادثة الذي لاقى مصرعه فيها، نرى بأنها مدبرة ومدروسة بشكل دقيق بحيث لا تترك أثراً خلفها، لا تفسير ثالث لها حيث توقيت تدشين الجسر على الحدود الإيرانية الأذربيجانية واستدراج الرئيس رئيسي وفريقه إلى هذه المنطقة الوعرة، وتوقيت واختيار الظروف الجوية السيئة، ما دمنا نتحدث عن الشخص الثاني والثالث في السلطة، هل كان الرئيس أو من نظم الرحلة على علم بالظروف الجوية القاسية وما هي المخاطر التي قد تحدث وهل وتم أخذ الاحتياطات اللازمة لذلك!؟
الخسارة المفاجئة للرئيس الإيراني من شأنها أن تخلق فراغًا في السلطة ستبدأ شخصيات بارزة في المناورة للاستفادة منه،وسوف تظهر حجم التحديات التي تواجه السلطات الإيرانية في تأمين البلاد وضبط النظام العام بعد حادثة المروحية الرئاسية الخاصة بالرئيس الإيراني، وكانت بدايتها الأمس عملية اغتيال كبيرة في إيران، اغتيال رئيس الشرطة الإيرانية في العاصمة طهران بـ 7 رصاصات.
مصرع الرئيس الإيراني من شأنها أن تكون اختبار لخامنئي”و عليه أن يظهر أنه قادر على قيادة البلاد خلال هذه الفترة الانتقالية و من واضح سيكون إيران أكثر انشغالًا ذاتياً، ومنغمسة في السياسة الداخلية”اي ليونة في موقف الايراني الخارجي .
و كان يعرف “إبراهيم رئيسي أنه من قيادات خلية الموت التي أعدمت الآلاف من المعارضين سنة 1988 وهو معروف بتشدده حتى سمي بقاضي الموت و هو مسؤول عن مقتل 1500 متظاهر عام 2019، وسنوات من الأعمال التحريضية و التخريبية التي مارسها النظام الإيراني في المنطقة في سوريا و العراق و اليمن و فلسطين , وحسب تصريح نائب الرئيس الأميركي السابق مايك بنس إن العالم بات أكثر أمناً بموت الرئيس الإيراني .