الاخبار العامة

ماذا يجري في أروقة دولة الاحتلال التركي ،هل هي مرحلة ما قبل الإنفــ.ــجار ؟

في تفسير لأسباب الأحكام الجائرة بحق السياسيين الكرد في شمال كردستان منهم الرئيس المشترك السابق لحزب الشعوب الديمقراطية  “صلاح الدين دميرتاش ، فإن الدولة التركية ترى أن النضال السياسي للكرد في السياسة الديمقراطية، وتعزيزهم لموقفهم بهذه الطريقة، أخطر من عليها من الكفاح المسلح في الجبال ،هذا الفهم لم يتغير اليوم ، لأنها تعتقد أنه ليس من الممكن التغلب عليهم سياسياً، وسيطرة حزب المساواة والديمقراطية على شمال كردستان في انتخابات المحلية الاخيرة (أكبر دليل) لهذا السبب كانت تنظر إلى السياسيين الكرد دوماً على أنهم تهديد كبير ويجب مهاجمتهم بقسوة.

منذ الفوز الصعب الذي حققه الرئيس الاحتلال التركي “أردوغان في الانتخابات الرئاسية في صيف 2023، استفحلت مجدداً ظاهرة الأجهزة المتصارعة داخل الدولة، وهو أمر ليس مخفياً، وحديث الإعلام في البلاد، منها الحملات الأمنية بقيادة وزير الداخلية “علي يرلي كايا” ضد جماعة غولن بعد أن قال أردوغان أنه قضى على الجماعة ،حيث إن تلك الشبكات صمت عنها الوزير السابق سليمان صويلو ما يدل بأن حتى صفوف حكومة أردوغان الماضية كانت مخترقة من قبل حركة غولن .

المشهد داخل الدولة يمهد لصراع أوسع داخلي، يحاول أردوغان المحاصر بهذه التوترات، الإبقاء على توازن في دائرة تحالفه السياسي والأمني مع شريكه في الحكم حزب الحركة القومية،على رغم من تفاقم الخلافات بين أردوغان وباهجلي ومؤشرات قوية على تفكك تحالفهما بعد خسارة الانتخابات، وفي سياق الأزمة الاقتصادية التي تعصف في البلاد ،تعد من أكبر الأزمات في العقود الأخيرة من تاريخها، بل ربما كانت أكبر أزمة مرت بها منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية.

ولاشك بأن جميع الضغوط الداخلية التي تواجهها حزب العدالة و التنمية ،أحد أهم أسبابها هو فشل المشروع الإخواني، حيث وبعد أن كان التنظيم العالمي للجماعة يمنن نفسه بالسيطرة على العالم العربي عبر ما سمي بـ”الربيع العربي”، وكان نجاح المشروع يعني لتركيا وأردوغان إعادة “أمجاد الخلافة العثمانية”ولحظة انتباه الأمريكان والأوروبيين لخطورة المشروع، انقلبوا عليه مما دفع بأردوغان لحافة الجنون والدفع به لحضن الروس فيما يسمى ب”حلف أستانة”.

وذلك كنوع من الابتزاز والضغط على “حلف الناتو” لإعادة الدعم للحليف التركي ولكن إدراك الغرب لخطورة مشروع “العثمنة الجديدة” وبأنه أكبر من خسارة تركيا نفسها وخروجها من الحلف باتجاه الروس، جعلهم صامدين على موقفهم في اسقاط المشروع،و ما يؤكد على حجم إفلاس المشروع الإخواني في المنطقة هو إستقتال أردوغان وحكومة “حزب العدالة والتنمية” في تركيا للدفاع عن “حما.س”في الأواني الأخيرة .

ولذلك حلَقةِ الإخوان السياسي تضيق يوماً بعد يوم ولم يبقى في الميدان غير الاحتلال التركي و قطر و بعض من جماعتهم كــ حماس في غزة و مرتزقة في مناطق المحتلة في شمال السوري ، لذلك يتعالى صوت أردوغان في كل خطاباته في دعم حماس للحفاظ عليه في أواخر معاقلهم بالمنطقة حيث بعدها سيكون الدور على البلدين نفسيهما أي قطر والاحتلال التركي .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة