يبدو أن الوضع الإقليمي والدولي بدأت تتغير ملامحها بالنسبة للسياسة الدولية للشرق الاوسط فأحداث غـ.ـ.ـز.ة غيرت الكثير من الاحداث، وبدأت التغيرات الإقليمية تنكشف رويداً رويداً ،ناهيك عن الإنتخابات البلدية التركية الأخيرة والتي أكدت بأن تغيرٍ ما قادم للمنطقة بأكملها والقضية السورية لها حصة الأكبر في هذه التغيرات، فالمنطقة مقبلة على تحالفات جديدة على أسس تجارية هامة.
و ما يشهدها مناطق المحتلة في شمال السوري من تسارع في الأحداث من مظاهرات يومية ضد قيادات المرتزقة و الانشقاقات و الانقلابات العسكرية فيما بين مجموعات المرتزقة نفسها،و إرسال أعداد كبيرة من المرتزقة إلى أفريقيا و مصرعهم هناك ،ماهي إلا مؤشر جديد لما سيحصل في القريب العاجل ،و من واضح أن النظام السوري بدعم مباشر من روسيا و إيران قرروا إنهاء وجود الاحتلال التركي و مهزلة مناطق المحتلة.
وما يؤكد على وحدانية الاحتلال التركي في مواجهة الضغوط الروسية و الإيرانية بما يخص شمال السوري المحتل هو عدم تقديم واشنطن أي تنازلات في شأن وقف الدعم المقدم لقوات السورية الديمقراطية التي “تؤرق الاحتلال التركي” ،و عدم وجود صيغة تعاوانية مشتركة لتوحيد مجالات النفوذ التركي والأميركي في سوريا، ما دفع روسيا وإيران إلى استغلال هذا العامل لإخراج الاحتلال التركي من اللعبة السورية من بوابة مناطق المحتلة.
ولم يخفي مسؤولي الاحتلال التركي خطورة الوضع و ضعف موقفهم و على لسان المستشار في السياسة الخارجية والأمن في أنقرة “عمر أوزكيزيلجيك”صرح أنه من الضروري أن يتعاون صناع القرار في واشنطن وأنقرة، لإيجاد نهج مشترك يوحد مجالات نفوذهما بسوريا ،و أضاف بأن واشنطن تتجاهل حل القضايا التي تهدد أمن تركيا ما شجع روسيا وإيران على استغلال الوضع وممارسة ضغوط كبيرة ضد تركيا في أواني الأخيرة ،و أكد المستشار التركي أن موسكو وطهران تريدان إعادة سيطرتهما الكاملة على الشمال السوري (مناطق المحتلة) لصالح النظام السوري على حساب نفوذ العسكري التركي.