الاخبار العامة

اســتياء روســي كبيـر من توجـه أردوغان كلياً تجاه واشنطن، كيف سيكون رد فعل بوتين؟

من يدقق في مسار العلاقات بين روسيا و الاحتلال التركي خلال الفترة الأخيرة، لابد أن يرى أن الانسجام في العلاقة معدوم، ومعظم ملفات الشراكة أصبحت شائكة، و إنها تتحول تدريجياً إلى خلافات عميقة و عدائية، بـ.ــدايةً من إتفاقية نقل الحبوب الأوكرانية إلى الخارج عبر البحر الأسود بوساطة تركية التي جمدت «بأمر من بوتين» رغم مطالبة أردوغان مراراً بإعادة تفعيلها، وأيضا مشروع تحويل تركيا إلى “خزان لنقل الغاز الروسي” إلى أوروبا لم ير النور، بل فقد أهميته في ظل نجاح أوروبا في تأمين البدائل،والوساطة الروسية للجمع بين (الأسد وأردوغان) لم يعد ممكناً وحتى مطروحاً خاصةً بعد إعلان موسكو عن فشل جهودها في تحقيق ذلك.

مقابل كل ما سبق، ظهرت معطيات جديدة على جبهة العلاقة التركية – الأمريكية عمقت من نظرة الشك الروسية تجاه «تركيا أردوغان»، فبعد رهان روسيا على تركيا كحصان طروادة لها داخل حلف الناتو، وافقت أنقرة على ضم السويد إلى عضوية الناتو، وبالتزامن بدأت تنخرط تدريجياً في العقوبات الأمريكية المفروضة على روسيا، بل ذهبت أبعد من ذلك عندما قررت البدء ببناء مصنع لإنتاج مسيرات من نوع بيرقدار على الأراضي الأوكرانية، فضلاً عن التحسن الجاري في العلاقات الأميركية مع الاحتلال التركي خاصة بعد موافقة الكونغرس على صفقة بيع مقاتلات إف- 16 لتركيا، ولعل كل ما سبق دفع بالعديد من الأوساط الروسية إلى المطالبة بضرورة مراجعة العلاقة مع تركيا، بل وصفها البعض «بالعدو» .

فيما أردوغان الذي راهن على انشغال بوتين بالحرب مع أوكرانيا لتقديم تنازلات حيوية له في سوريا, بات يجد في تأجيل”بوتين المتكرر لزياراته إلى تركيا “عين حمراء”الروسية التي تنبع من وصول العلاقات الطرفين إلى «مرحلة خطيرة» و في سياق هذه التطورات،يجعل ورقة تواجد جيش الاحتلال التركي في شمال السوري موضوع قابل للانفجار في أيام المقبلة و رصاصة الرحمة التي سيطلقها بوتين على شهر العسل الروسي _التركي اي فتح صفحة عدائية جديدة مع الاحتلال التركي والتي تعود تاريخها إلى المئات سنوات الماضية أو «إجبارها على الرضوخ من جديد» ما يعني بأن الاحتلال التركي لن يجني اي ثمار من تحسن علاقتها مع أمريكيا في الفترة الأخيرة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة