بتاريخ 25 يناير و بعد يوم حافل من إجراء لقاءات ثنائية بين الوفود الحاضرة في جولة{21} من اجتماع”أستانة حيث التقى المبعوث الرئاسي الروسي إلى سوريا وفد حكومة النظام، بينما التقى الوفدين التركي والإيراني كل على حدة، اختتم فعاليات هذه الجولة بإصدار بيان ختامي قرأه نائب وزير خارجية كازخستان «أليبك باكاييف» وغريب بأن البيان تطرق إلى الوضع في العالم والمنطقة، وانتقد العمليات الإسرائيلية ضد حركة حـ.ـماس في غـ.ـزة، وتغافل للحـ.ـرب البربرية التي تشنها جيش الاحتلال التركي على سوريا و سياسة «الإبادة العرقية» التي تنتهجها ضد اقليم شمال وشرق سوريا .
حيث وكعادة كل جولة من آستانا، يعقد المجتمعون الصفقات ضد مناطق شمال وشرق سوريا، حيث يتوجه الاحتلال التركي دوماً إلى هناك وهو يحمل مطلب شن الهجمات واحتلال مناطق جديدة، فيما تستغل روسيا بشكل خاص هذا المطلب للحصول على تنازلات من الفاشية التركية في ملفات أخرى تهمها حول العالم وتعقد معها الصفقات على حساب الشعب السوري .
هذا وظهرت عدة بوادر تشير الى فشل هذه المشاورات واللقاءات بين الأطراف المعنية و بشهادة دبلوماسي روسي تحدث «لصحيفة الشرق الأوسط» السعودية، بأنه لم يحدث أي تقدم في هذه الجولة و في أي ملف يذكر من الملفات السابقة التي تم مناقشتها في هذه الجولة، بما فيها عملية التطبيع بين النظام السوري و دولة الاحتلال التركي وذلك على خلفية موقف المتشدد لوفد دمشق(النظام) تجاه الاحتلال التركي و اشتراطه انسحاب القوات التركية من أراضي السورية «أسهم في عرقلة نشاط هذه الصيغة».
في سياق عدم تحقيق هذه الأطراف أي اختراقات أو تقدم ملموس «باستثناء اتفاقها على معاداة الإدارة الذاتية» لمعرفتهم بدور المحوري التي تلعبها الإدارة الذاتية في الفترة الأخيرة على الساحة السورية و قدرتها على جمع معظم المكونات السورية على مشروع الخلاص للأزمة السورية وبذلك تقيد المشاريع الاحتلالية وتغيير الديموغرافي التي يعمل عليها الاحتلال التركي و إيران وتأكيد على عدم وجود حل للأزمة السورية دون تواجد الإدارة الذاتية و قوات سوريا الديمقراطية كونهم الأطراف المعادلة الاساسية .
ونتيجة ذلك لم يخفى قرب وجهات النظر ما بين النظام السوري و الاحتلال التركي بإجراء مقايضة أجزاء من شمال وشرق سوريا بأجزاء من مناطق الشمال السوري المحتل تركياً، فنظام و إيرانيين متمسكين بتغيير المعادلة في إدلب في مقابل تريد تركيا”تل رفعت في شمال حلب ، وهذه المعادلة مستحيلة فمدينة «تل رفعت» صمام الحماية لمدينة«حلب» التي أنفقت إيران الكثير من مال و الأرواح في سيطرة عليها و اخراج المعارضة منها .
العنوان الأبرز لنتائج هذا الاجتماع هو استمرار في عمل على وتر الطائفية في اقليم شمال وشرق سوريا «خلق نعرات» طائفية على أساس القومية وذلك بسبب فشل مشاريع احتلالية جديدة ضد المنطقة على إثر اعتراض القوى العالمية المؤثرة في أزمة السورية لأي «غزو عسكري جديد» و واضح بأن مناطق المحتلة في شمال السوري «إدلب»أمام تغييرات كبرى ستغير مجرى الأحداث والجغرافية العسكرية في تلك المنطقة .