أخبار عفرينإحصائيات

احصائيات و أهم الأحداث الحاصلة خلال النصف الأول من العام الجاري 2023

الشمال السوري المحتل.. مستنقع لجرائم الاحتلال التركي بحق المدنيين

تزداد يوماً بعد يوم الأوضاع سوءاً في المناطق التي يحتلها جيش الاحتلال التركي ومرتزقته على كافة الصعد، وأبرزها الاجتماعية والاقتصادية، بالإضافة للفلتان الأمني، فيما يواصل الاحتلال التركي سياساته في تغيير ديمغرافية المنطقة وفرض سياسة التتريك على الأهالي.

وتسود الفوضى في المناطق التي تحتلها دولة الاحتلال التركي الممتدة من جرابلس حتى عفرين وإدلب مروراً بالباب ومارع وإعزاز، ولا يقتصر وجود الاحتلال التركي في الشمال السوري على الجانب العسكري فقط؛ بل يعمل جيش الاحتلال التركي إلى جانب مرتزقته على فرض اللغة التركية، مع احتكار المشاريع الاقتصادية في المنطقة، وآخرها كانت منع المواطنين من بيع المواد الغذائية وإزالة البسطات من الأسواق في مدينة الباب.

ويعمل الاحتلال التركي ومرتزقته إلى تغيير ديمغرافية المناطق، وتغيير أسماء القرى والبلدات بالإضافة للقضاء على الطبيعة وطمس الثقافة الموجودة في تلك المناطق؛ فرض سياسة التتريك على الأهالي معتبراً اللغة التركية لغة رسمية في المدارس.

يجبر الاحتلال التركي ومرتزقته المدنيين للتعامل بالعملة التركية بدلاً من السورية ومنع إدخال البضائع والمواد الغذائية السورية ويدخل عوضاً عنها المواد التركية، بهدف رفد الاقتصاد التركي بعد أن تدهورت العملة التركية نتيجة سياساتها الاستعمارية وتدخلاتها بشؤون دول الجوار.

وفي إطار تقسيم سوريا وفصل المناطق التي تحتلها تركيا عن باقي المناطق السورية، يسعى الاحتلال التركي بشتى الأساليب ضم المناطق التي يحتلها إليه وتكرار سناريو لواء اسكندرون وإحياء الإمبراطورية العثمانية البائدة وبما يعرف بالميثاق المللي.

الحرب الخاصة.. أبرز مخططات الاحتلال التركي الخبيثة في المنطقة

ويعمل الاحتلال التركي منذ بداية احتلاله لمقاطعة عفرين المحتلة في آذار 2018، ممارسة الحرب الخاصة على كافة الأصعدة في المنطقة، بدعم من قبل حزب الديمقراطي الكردستاني PDK والمجلس الوطني الكردي ENKS من خلال السماح للأخيرة فتح مكاتب لها في عفرين وشرعنة الجرائم التي يرتكبها الاحتلال التركي ومرتزقته الإرهابية بحق المدنيين.

وعمل الاحتلال التركي وحزب الديمقراطي الكردستاني على فتح جمعية ما يسمى “خيرية” تحت مسمى (مؤسسة برزاني الخيرية) في الـ 19 شباط من العام الجاري، بذريعة تقديم المساعدة لأهالي عفرين، إلا أن هي مؤسسة لشرعنة جرائم الاحتلال التركي، واللعب على وتر الكردياتية لإيهام المجمع على أن مؤسسة كردية تعمل في المنطقة.

وكانت آخر أعمال تلك المؤسسة فتح ما يسمى مكتب “التنمية والثقافة” في معظم البلدات ونواحي بعفرين تحت مسمى “مساعدة المتضررين” من زلزال الـ 6 من شباط.

وزاد الاحتلال التركي في الآونة الأخيرة من سياساته في تغيير وتشويه ملامح قرى ونواحي عفرين المحتلة، من خلال دفع بشركات الإنشاء لإنشاء الطرق والأماكن العامة على طراز المدن التركية، ونقل الصورة المزيفة للرأي العام.

المفخخات والاقتتال الداخلي جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية في المناطق المحتلة

وتشهد المناطق التي تحتلها تركيا فوضى عارمة وفلتان أمني كبير، ومنذ الاحتلال التركي لتلك المناطق تستمر الاشتباكات والاقتتال الداخلي بين المجموعات المرتزقة، سواء حول تقاسم المسروقات التي سلبوها من الأهالي أو لتصفية بعد المجموعات والقيادات التي لا تنفذ الأجندات التركية في المنطقة.

وتفضي تلك الاشتباكات بين المجموعات المرتزقة بوقوع قتلى وجرحى في صفوف المدنيين وإلحاق أضرار جسيمة بممتلكاتهم، لتصبح المنطقة غير مؤهلة للسكن.

ومن جهة أخرى فإن التفجيرات جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية في المناطق المحتلة، عبر السيارات المفخخة أو العبوات الناسفة في أزقة الشوارع الرئيسية والأماكن العامة، والتي تؤرق حياة الأهالي للخطر وراح ضحيتها المئات من المدنيين.

القتل والخطف وفرض الإتاوات والاغتصاب.. مخطط الاحتلال لتهجير الأهالي

ويستمر الاحتلال التركي ومرتزقته منذ بداية احتلاله للمنطقة في الشمال السوري، عمليات القتل والخطف التي تطال المدنيين، وفرض الإتاوات واغتصاب النساء والقاصرات، بهدف تضييق الخناق على الأهالي ودفعهم للهجرة من ديارهم لترسيخ عملية الاحتلال وفصل المنطقة عن الجغرافية السورية.

وكانت إحصائيات عمليات القتل والخطف والاغتصاب منذ بداية العام في عفرين المحتلة، 139 مواطناً بينهم 16امرأة، و8 حالة قتل، بينهم إمرأتان

وقطع مرتزقة الاحتلال التركي 5645 شجرة مثمرة منوعة من زيتون وجوز ولوز وفاكهة، ناهيك عن الأشجار الحراجية، وحرق ما يزيد عن 50 ألف هكتار من الأراضي الزراعية.

المناطق المحتلة بؤرة لانتشار المجموعات الإرهابية المتطرفة في العالم

وينتشر عناصر من داعش وجبهة النصرة، “هيئة تحرير الشام” حالياً، بشكل مكثف في المناطق المحتلة، بدءاً من جرابلس وحتى مدينة إدلب شمال غرب سوريا.

ويتخذ أمراء وقياديي في داعش المناطق المحتلة ملاذاً آمناً لهم، وخاصة بالقرب من الحدود السورية التركية، وكان قد استهدف التحالف الدولي الإرهابي أبو بكر البغدادي عام 2021 على بعد بضعة كم، من الحدود السورية ـ التركية، بالإضافة لقتل خلفية داعش عبد الله قرداش العام المنصرم في بلدة أطمة التابعة لمدينة إدلب، على الحدود السورية ـ التركية.

كما يستهدف التحالف الدولي ضد داعش بين الحين والآخر أبرز القياديين في مرتزقة داعش ضمن المناطق التي تحتلها تركيا، وكان آخرها استهداف أحد قياديي داعش في بلدة بزاعة التابعة لمدينة الباب بريف حلب الشرقي في الشهر تموز الجاري.

ومن جهة أخرى، تواصل مرتزقة هيئة تحرير الشام توسعها في المنطقة وخاصة في مقاطعة عفرين المحتلة، بأمر مباشر من قبل الاستخبارات التركية، وانتشارهم على طول خطوط التماس بريفي حلب الشمالي والغربي.

وكان قد قدم مرتزقة الاحتلال التركي منذ عدة أيام عرض عسكري كبير في ناحية شيه في مقاطعة عفرين المحتلة، بحضور ومشاركة من قبل الاستخبارات التركية (MIT) وضباط رفيعي المستوى في جيش الاحتلال التركي، وصرح أحد قيادي في المجموعات المرتزقة بأنهم يتحضرون لشن عملية عسكرية ضد مناطق قوات حكومة دمشق، وتأتي تلك التهديدات في وقت رفض الرئيس التركي أردوغان اللقاء بالرئيس السوري بشار الأسد.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى