أخبار عفرين

سياسات دولة الاحتلال التركي في المناطق المحتلة.. أسبابها وتداعياتها.

تواصل دولة الاحتلال التركي برفقة أجهزتها الاستخباراتية (MIT) ممارسة السياسات الممنهجة بحق من تبقى من السكان الأصليين في مقاطعة عفرين المحتلة، من خلال دعم مجموعات مرتزقة على حساب أخرى، بهدف التستر على جرائمها وانتهاكاتها بحق المدنيين في عفرين المحتلة.

منذ احتلالها، تستمر المجموعات المرتزقة التابعة لتركيا ممارسة شتى أنواع الجرائم والانتهاكات بحق أهالي عفرين اللذين لم يتمكنوا من الخروج منها إبان احتلالها في الـ 18 من شهر آذار لعام 2018.

أسباب الاقتتال اليومي بين المجموعات المرتزقة في عفرين

وتعود أسباب الاقتتال الشبه يومية بين المجموعات المرتزقة في عفرين عموم المناطق المحتلة إلى تقاسم المسروقات التي نهبوها من منازل المدنيين، بالإضافة إلى عمليات التصفية بين تلك المجموعات وخاصة اللذين لم ينفذوا الأجندات التركية وأجهزتها الاستخباراتية.

وتكررت عمليات الاقتتال في عفرين المحتلة وعموم المناطق المحتلة في الآونة الأخيرة والتي تصاعدت حدتها لاندلاع حرب شملت جميع المناطق ابتداء من ريف ناحية جنديرس/ جندريسه على الحدود السورية ـ التركية، حتى أطراف مدينة جرابلس غرب نهر الفرات، وذلك بين أطراف متنازعة تهدف من خلالها دولة الاحتلال التركي تأديب عدة فصائل على يد “هيئة تحرير الشام” جبهة النصرة سابقاً.

ومن المتداول والمعروف بين الأوساط الشعبية فإن حالة الفوضى والاشتباكات التي استمرت لأسابيع في مناطق الباب بريف حلب الشرقي ومناطق عفرين بريف حلب الشمالي، تعود أسبابها إلى اغتيال الناشط الإعلامي (محمد عبد اللطيف) والمعروف بأبو غنوم وزوجته الحامل في مركز مدينة الباب والذي اتهم فيها عناصر من مرتزقة ما تسمى (فرقة الحمزة).

وبعد جبكة درامية من الاستخبارات التركية اندلعت اشتباكات عنيفة بين مرتزقة “الجبهة الشامية وفرقة الحمزة” أفضت على سيطرة الجبهة الشامية على مقرات وثكنات فرقة حمزة في مدينة الباب وإعزاز وعفرين.

تدخلت “هيئة تحرير الشام” على خط المواجهة وسيطرت خلال ساعات على مناطق شاسعة في ريف مقاطعة عفرين الغربي والجنوبي، ناهيك عن سيطرتها على معبري دير بلوط والغزاوية اللتان تعد الشريان الرئيسي بنسبة لـ هتش والخط الفاصل بين مناطق إدلب وعفرين.

الحزام الأسود

وقالت قوات سوريا الديمقراطية في بيان لها على صفحتها الرسمية محذرةً من إنشاء حزام أسود على طول المنطقة الممتدة من ريف عفرين وحتى محاور منبج وكوباني، في المناطق المحتلة.

وجاء في البيان: “تقارير عديدة وردت من مصادر متعاونة تؤكد تمركز مرتزقة تنظيم (حراس الدين) الإرهابي في قريتي كباشين وباسوطة بريف عفرين الجنوبي إضافة إلى نقاط عديدة في خطوط التماس الجنوبية وذلك بالتوازي مع إخراج مرتزقة (فيلق الشام) من تلك القرى من قبل استخبارات الاحتلال التركي.

المصادر ذاتها أكدت تمركز أكثر من 300 من مرتزقة (هيئة تحرير الشام) في قريتي (فافرتين وبازيرة) إضافة إلى تمركز سابق لعناصر الهيئة في قرية باصوفان ومنطقة الشيخ عقيل بريف عفرين الجنوبي، وذلك بعد اجتماع مع متزعمي فصائل الاحتلال التركي في مدينة سرمدا بإدلب برعاية تركية، حيث اتفق الطرفان على إعادة تموضع لمرتزقة (هيئة تحرير الشام) في جبهات ريف حلب الشمالي والشرقي وتسهيل تحركاتهم في مناطق عفرين، الباب، وجرابلس المحتلة.

التوزع الجديد للفصائل الإرهابية وفي مقدمتها (حرّاس الدين – هيئة تحرير الشام)، يأتي في إطار الخطط التركية لإنشاء حزام أسود من العناصر الإرهابية في خطوط التماس انطلاقاً من ريف عفرين الجنوبي وصولاً إلى محاور منبج وريف كوباني الغربي، واستخدام هؤلاء الإرهابيين في أي عدوان محتمل.

إن الأحداث السابقة بما فيها أحداث قتل متزعمي داعش أبو بكر البغدادي وأبو إبراهيم القريشي في المناطق التي تحتلها تركيا، وكذلك التحركات العلنية للفصائل التي ارتكبت جرائم علنية بما فيها ارهابيو (أحرار الشرقية) وغيرهم تؤكد تحويل تركيا للمناطق المحتلة إلى بيئة آمنة للتنظيمات الإجرامية، وتستلزم تحركاً دولياً سريعاً لمنع تلك التنظيمات من تلقي المزيد من التدريب والأموال واستقطاب العناصر التي تساعدها على الانتشار خارج مناطق تمركزها بما فيها مناطق خارج سوريا”.

لم تمضي أياماً حتى تمد ما تسمى “هتش” من مناطق ريف عفرين حتى مناطق جرابلس وأطراف مدينة كوباني في شمال وشرق سوريا، بحسب مصادر خاصة.

وفي هذا السياق وبعد التهديدات للتحالف الدولي التي حذرت فيها تركيا من توغل هتش في مناطق عفرين، عملت الاستخبارات التركية إلى إخراج أرتال قالت أنها لـ هتش توجهت صوب مدينة إدلب بعد اتفاق وقف إطلاق النار مع “الفيلق الثالث” في مدينة عفرين.

وقالت مصادر خاصة لشبكة عفرين نيوز 24 إن ما يسمى جهاز الأمن العام التابع لـ هتش تنتشر في مدينة عفرين وتمارس الجرائم والانتهاكات بحق أهالي مدينة عفرين.

وتعمل دولة الاحتلال التركي على تبيض صورة “هيئة تحرير الشام” في مدينة عفرين من خلال استغلال الأهالي على أن هيئة تحرير الشام أفضل من المجموعات المرتزقة الأخرى.

ما الهدف من توغل هيئة تحرير الشام في المناطق المحتلة

وتهدف دولة الاحتلال التركي إعطاء الشرعية للفصائل التركمانية التي تنفذ أجندات الدولة التركية في عفرين وعموم المناطق المحتلة، في ظل التقارب بين حكومة دمشق ودولة الاحتلال التركي برعاية روسية.

والجدير بالذكر فإن الفصائل التي لا ترغب في تطبيع تركيا علاقاتها مع حكومة دمشق، مدعومة من قبل الاستخبارات السعودية ومنضوية ضمن ما يسمى “الفيلق الثالث” وهم من سكان الغوطة الشرقية في ريف دمشق، وهي عبارة عن عدة فصائل دمجت ضمن فيلق وهم (الجبهة الشامية ـ لواء التوحيد ـ أحرار الشرقية ـ جيش الإسلام ـ جيش العزة) وفصائل أخرى لم يتسنى لنا معرفتها.

كما وأن الدولة التركية تعمد إلى تحويل المنطقة إلى بؤرة لتجمع أكبر عدد من المجموعات الإرهابية المصنفة دولياً على لائحة الإرهاب العالمي، لتسهيل عملية التغيير الديمغرافي وسلخ المنطقة من هويتها الأصلية وضمها إلى تركيا فيما بعد، على غرار لواء اسكندرون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى