أخبار عفرينانتهاكات وجرائم

جرائم الاحتلال التركي على تل عين دارة الاثري بريف مدينة عفرين المحتلة.

من أهم التلال الاثرية في عفرين ويبعد عن مركز مدينة عفرين حوالي (8كم) جنوباً، وقد جرى فيه البحث والتنقيب الذي كشف عن استيطانٍ غارقٍ في القدم، يمتد من عصر النيوليت إلى العصور الوسطى، تخللتها فترات انقطاع سكن قليلة فقط. و الحقيقة أن التل المرتفع و البلدة المنخفضة يُظهران تواجد استيطان متنوع خلال عصر البرونز الحديث و كذلك خلال عصر الحديد المبكر و الأوسط، وقد جرت التنقيبات على يد الأستاذ فيصل الصيرفي والباحث الفرنسي موريس دونان منذ العام (1956م) وتوقف العمل عام( 1964م) ثم استأنف العمل تارةٍ أخرى عام(1976 حتى 1986م) بإدارة عي أبو عساف وتمخضت نتائجها عن كشف ست طبقات أثرية تعود لحضارات مختلفة أبرزها المعبد الحثي لرائع ،علماً أن التنقيبات لم تصل إلى الأرض البكر.
تعرض المعبد المكتشف في القرن الماضي خلال العدوان التركي لقصفٍ مباشر بالطائرات الحربية التركية في اليوم الثاني من العدوان بتاريخ (2019\1\21) ما أدى الى تدمير المعبد بشكل وحشي و من ثم تعرضت المساحات الغير منقبة على التل المرتفع و المدينة المنخفضة لحفريات تخريبية بعد الاحتلال التركي على مدار اربع سنوات ونصف والذي ما زال مستمراً الى الآن وكنا قد قمنا بنشر العديد من التقارير التي سلطت الضوء على هذه الحفريات التخريبية ولم ترضى سلطات الاحتلال بتدمير المعبد والتل فعمدت الى تحويله الى موقع عسكري وإجراء مشاريع عسكرية تحاكي الحرب الحقيقية بالذخيرة الحية كل هذه الاجراءات كانت بهدف ترويع الاهالي ومنعهم من زيارة المعبد والتل ظناً منه بقدرته على إخفاء هذه الجريمة التي طالت العشرات من التلال والمواقع الاثرية في منطقة عفرين السورية و أخر ما حصلنا عليه من وثائق تثبت استمرار هذه الجريمة هي صورة فضائية تعود بتاريخ الى 2021\9\9 و تظهر الصورة اتساع مساحة الحفر على التل المرتفع لتشمل مجمل المساحة و انتقال هذه الحفريات بشكل أكبر خلال العامين 2020 و 2021 الى المدينة المنخفضة التي لم يبقى منها شبر واحد إلا وتم حفره وتدميره بالأليات الثقيلة و شق العديد من الطرقات فوق التل لصعود و نزول الاليات و تجاوزت مساحة الحفريات التخريبية هذه الـ(8 هكتار ) بينما وصلت مساحة الحفريات على الأكروبول الى (2 هكتار) ما يعني الازدياد الكبير في عمق هذه الحفريات في خطوة تهدف الى تدمير التراث الثقافي السوري أمام مرأى ومسمع العالم المتحضر بأكمله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى