تقع بلدة الباسوطة جنوبي مدينة عفرين بحوالي 10 كم وكانت من البلدات المشهورة بطبيعتها الخلابة وينابيعها وفاكهتها المتنوعة التي انتشرت في الآفاق وخاصة الرمان وكانت مقصداً للسياح والزوار من الداخل والخارج قبل الأزمة السورية وبعدها إلى أن وضع الاحتلال التركي والفصائل الموالية له حداً لجمالها ورونقها فتحولت من بلدة الحسن والجمال إلى بلدة الخوف والرعب والظلم على يد سلطات الاحتلال وفصائل المعارضة السورية المسلحة .
الباسوطة من البلدات القديمة التي ذكرت في المصادر القديمة بحصنها المشهور ( حصن الباسوطة ) ويقع تلها الأثري في الطرف الشمالي الغربي من البلدة الحديثة والذي تم تسجيله في قيود مديرية الأثار السورية بموجب القرار آ / 244 للعام 1981 .
تعرض تلها الاثري لانتهاكات جسيمة من خلال إجراء سلطات الاحتلال لحفريات تخريبية بحسب الصور الفضائية العائدة الى تاريخ 14 /7 / 2019 و28\9\2019 واللتان توضحان حالة التل وتعرضه لعملية حفر كبيرة على كامل سطحه بآليات ثقيلة وفتح طريق لصعود ونزول الآليات في الطرف الجنوبي الغربي ،وكنا نأمل بالحصول على صور أوضح أو مقاطع فيديو من أرض الواقع إلا أن تشديد الحراسة على التل من قبل سلطات الاحتلال والفصائل الموالية له حال دون ذلك في خطوة تشير إلى خنق الحقيقة ومنع تسريبها إلى الرأي العام.
والجدير بالذكر أننا لا نعلم تماماً عمق هذه الحفريات والمساحات التي طالتها أعمال التخريب بعد التواريخ المذكورة أعلاه، كما أننا لا نعلم شيئاً عن طبيعة المواد والقطع التي تم استخراجها من التل ، وكيفية التصرف بها من قبل سلطات الاحتلال التركي صاحبة القرار الفعلي في المنطقة منذ احتلالها.
