بعد يومين من فتح معبر “أبو الزندين” الرابط بين مناطق النظام السوري والمناطق المحتلة من قبل تركيا وفق اتفاق تركي_روسي بالتنسيق مع النظام السوري، و ما خلفها من توتر واشتباكات ما بين مجموعات المرتزقة ذو أغلبية العربية من طرف و طرف الاخر مجموعات المرتزقة التركمانية، حيث تم إغلاق المعبر أكثر من مرة منذ يومين و نصب خيمة اعتصام و تم قصف المعبر عدة مرات من مصدر مجهول وحسب الانباء بأنها كانت من قبل مجموعات المرتزقة العربية، و على إثرها قتل و أصيب عدد من المرتزقة الآخرين.
و مع فتح المعبر بدأت ما تسمى الذبابة الإلكترونية التابعة للاحتلال التركي وتحديداً المرتبطة بالجماعات المرتزقة التركمانية ،
الشبهات وأكاذيب، منها بأن المعبر سينعش مناطق المحتلة اقتصادياً، وهو العكس الواقع، المعبر سيكون بلاء على الأهالي في مناطق المحتلة وسيتم سحب المواد الأساسية(قمح – شعير – سكر – رز ) بالإضافة إلى سحب العملة الصعبة، و كان واضح من خلال صور شاحنات التي تم مصادرتها الأمس بأنها محملة بقمح المادة الأساسية للحياة .
ومن فبركات التي تشاع بأن أبعاد المعبر اقتصادية بحتة وليس له أبعاد سياسية، و تعليقاً على هذه الأكاذيب بأن الظروف التي أتى فيها موضوع فتح المعبر هي ظروف سياسية بحتة ضمن صفقة تطبيع العلاقات بين الاحتلال التركي والنظام وهو طلب روسي لتحريك عجلة اقتصاد النظام وانعاشه من جديد وفتح السوق الخارجية أمام بضائع النظام ومن مطلع على مواضيع الاقتصاد يعلم جيداً أهمية السوق الخارجية في اقتصاد الدول، لاسيما أنه في المرحلة الثانية ستتوجه البضائع وفق اتفاق ضمني من تركيا إلى الأردن عبر الأراضي السورية ويستفيد منها النظام السوري بدرجة الأولى والحكومة الاحتلال التركي معاً.
وأكثر خطورة للمناطق المحتلة بأنه سيكون المعبر بديل عن معبر “باب الهوى” في إدخال المساعدات الأممية إلى مناطق المحتلة وهذا سيوفر للنظام دخل آخر مهم و سيعطيه القدرة أكثر على التحكم بالمناطق المحتلة ومجموعات المرتزقة في مدى القريب، أي أن المعبر خطوة من خطوات المصالحة وهو منفعة إقتصادية وسياسية للنظام فقط، ومنفعة الاحتلال التركي من درجة الاولى هو إتمام جميع فصول هذه الخطة ومنها إغلاق المعابر ما بين مناطق الإدارة الذاتية و مناطق المحتلة.
و يعرف بأن هذه المعابر ما بين مناطق الإدارة الذاتية و مناطق المحتلة تنشط بهدف إنساني لتأمين مستلزمات الأساسية للأهالي ،و لذلك يشترط الاحتلال التركي اغلاق تلك المعابر للضغط على إدارة الذاتية ولكن في نفس الوقت ايقاف شريان الحياة من محروقات وحتى الطحين والخبز للمناطق المحتلة التي كانت تأتيها من أقليم شمال وشرق سوريا، لذلك سيترتب أزمة اقتصادية خانقة في مناطق المحتلة لسببين الأول توافد السلع الزراعية بشكل كبير إلى مناطق النظام والثاني هو قطع المحروقات الواردة من شرق الفرات، وفي الحالتين سيتضرر الشعب ولكن قادة المرتزقة والاحتلال التركي ستستفيد من التبادل التجاري عبر المعابر مع النظام وتبقى الاستفادة الكبرى هي للنظام في دمشق .
وفي سياق اعتراض بعض مجموعات المرتزقة على فتح المعبر و قد تم حشد عسكرياً في محيط المعبر ،أصدر وزارة الدفاع الاحتلال التركي في يوم الأمس قراراً صارماً يقضي بضرورة سحب جميع الفصائل المسلحة المرتـ.ـزقـ.ـة من معبر أبو الزندين التي تعارض فتح المعبر وخاصة المرتـ.ـزقـ.ـة السنه خلال مدة أقصاه 24 ساعة ،وإلا سيتم الحجز على أموال قادة تلك الفصائل المسلحة المرتـ.ـزقـ.ـة المعارضة لفتح المعبر ،داخل البنوك التركية وخارجها وقطع رواتب المرتـ.ـزقـ.ـة وقطع التيار الكهربائي والانترنت بشكل كامل عن مناطق المحتلة.
وبذلك وبعد هذه التطورات الميدانية، تبدأ التطبيع بشكل رسمي مع فتح المعبر ابو الزندين، و تأكيداً على هذا صرح رئيس الاحتلال التركي أردوغان يوم الاثنين “19 أغسطس إن فتح المعابر مع مناطق النظام السوري هي بادرة حسن نية من طرف تركيا لبدء المفاوضات مع النظام ،متسائلاً “كيف سأجلس مع الرئيس السوري والمعابر التجارية مغلقة بيننا ؟ تصريح أردوغان هذا يؤكد أن ما تم تداوله في الشمال السوري المحتل عن وجود مخطط لإغلاق المعابر مع مناطق الإدارة الذاتية في شرق الفرات أمر متوقع.
النتيجة الواقعية لمجمل تطور الأحداث في الشمال السوري المحتل وحسب تغيرات الكبيرة في السياسة التركية تجاه التطبيع مع النظام السوري، وهذا الأمر سينعكس على مستقبل سوريا، والجهة المستهدفة الأولى من هذا التقارب هي مجموعات المرتزقة العربية وذويهم، لكن السؤال الأهم هنا كيف سيكون مصير المناطق المحتلة مستقبلاً وعلى رأسها عفرين المحتلة ؟